17 - 08 - 2024

حتى أراك | وهكذا انتقل رمضان صبحي للزمالك

حتى أراك | وهكذا انتقل رمضان صبحي للزمالك

 

منذ ثلاثة أعوام ، و على طريقة القه في البحر يتعلم العوم ، كلفتني استاذتي الاستاذة الدكتورة سوزان القليني بإعداد مادة ( الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ) ، نعم كمن يتعلم العوم في بحر كبير بل في محيط شاسع ، انا اعرف حدود الكتابة للصحافة ، للراديو ، للتليفزيون ، اعرف حدود الكتابة الوظيفية و الكتابة الإبداعية  ، اعرف تاريخ نشأة الكتابة و التدوين  ،، لكن الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية مادة  لا حدود لها ، تتغير قواعدها يوميا ، تتطور و يتم تحديثها كل لحظة ، تندمج اشكالها  بين الوظيفة و الابداع ، قد يكتب احدهم بطريقة مبتكرة تماما تعتقد انها لن تجد قارئا لكنها تتصدر قائمة المتابعة على و القراءة  ، انها مادة تجعلك تتأمل و تتعجب ،   و تطبيقات تضيف افكارا اخرى لطرق الكتابة و التعبير و التدوين ،،

اعددت المادة العلمية على خلفية مشتركة للتاريخ و النشأة ، و الأساليب و و التحرير و التدوين  ، و تشابك الصور مع البيانات و الرسومات ، و النصوص ، يالها من مادة ثرية ثراء الحياة و كوّن الله المليء بالإعجاز و الأبهار ، ثم أطلقت العنان لنفسي و للمشاركين في التدريب لرصد الأساليب الجذابة ، و ملاحقة (الترند و الهاشتاج )  و مواكبة محركات البحث ،  و الكتابة للاجهزة قبل المستخدمين حتى تعمل الاجهزة لصالح الكاتب و لا تكون خصمه فتدفن ما كتب وسط ملايين الكتابات ،، نحن نتعلم ان الوسيط لديه قدرات خاصة تتضاعف و نصدق ذلك بالتجربة ، تعلمنا كيف نتحايل على تجاهل بعض التطبيقات لبعض الحروف في اللغة العربية حتى نعالج واحدة من  مشاكل الكتابة باللغة العربية على تطبيقات السوشيال ميديا ،

في التدريبات العملية يبهرك المشاركون بكتابات تجند  محركات البحث ، و عناوين موضوعية حقيقية ، مثيرة ، نتعلم ان الاثارة ضرورة لكنها ليست في الكذب و الا ينصرف المستخدمون واحدا بعد الآخر  ، نتعلم كيف نتفادى مشاكل الإكمال التلقائي ، و اخطاء الإملاء ، نتعلم التشبيك و الانطلاق من مشتركات ذات دلالات عامة لنصل الى ما نريد ، و هكذا ،،

كتبت احدى المشاركات عنوانا حقق اعلى مشاهدة على صفحة التدريب ، انتقال رمضان صبحي الى الزمالك ، كان وقتها اسم  لاعب النادي الاهلي  رمضان صبحي  يحقق اعلى نسبة مرور على المواقع الالكترونية ، و في سياق الخبر توضح الطالبة ان رمضان انتقل للسكن في حي الزمالك ،،

كتب احد المشاركين عنوانا عن مقتل السفير الروسي في مصر ، ووقتها كان حادث مقتل السفير الروسي في تركيا يحتل مكانة متقدمة لمحركات الحث على المواقع الالكترونية ، فأمسك الطالب بالخيط و كتب عن تاريخ الدبلوماسية الروسية في المنطقة العربية بأسلوب شديد الجاذبية و الموضوعية في الوقت نفسه ،،

هذه المادة المحدثة يوميا تؤكد لي اننا امام عصر يفرض شروطه ، و من لم يواكب التطور ، و سنة الحياة  ينتهي سريعا بلا رجعة ، و ان التاريخ يدونه المواكبون المحدثون ، و اننا في خطر ما لم ننتبه حالا  قبل ان تأتي اجيال لا تعرف وسائل اخرى للمتابعة و المعرفة ، فالمدونون المحترفون يكتبون الان كل شيء و يسعون لفرض وجهات و احداث لن نستطيع حصرها  مهما بلغ خيالنا ، بل و تقوم شركات دولية محترفة لتوظيف الكتاب المحترفين  لتناول موضوعات يحددونها لهم وفقا لخطط و أولويات وحدهم يعلمون مداها .

مقالات اخرى للكاتب

حتى اراك| خيالنا حياة او موت